أسباب النزول | المصدر |
---|---|
أخْبَرَنا أبُو إسْحاقَ الثَّعالِبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قالَ: أخْبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حامِدٍ الوَزّانُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المُنادِي، قالَ: أخْبَرَنا أبُو داوُدَ سُلَيْمانُ بْنُ الأشْعَثِ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نافِعٍ الحَلَبِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بْنُ سَلّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلّامٍ، عَنْ أبِي سَلّامٍ قالَ: حَدَّثَنا النُّعْمانُ بْنُ بَشِيرٍ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ مِنبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقالَ رَجُلٌ: لا أُبالِي ألّا أعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ أنْ أسْقِيَ الحاجَّ. وقالَ الآخَرُ: ما أُبالِي ألّا أعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ أنْ أعْمُرَ المَسْجِدَ الحَرامَ. وقالَ آخَرُ: الجِهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ أفْضَلُ مِمّا قُلْتُمْ. فَزَجَرَهم عُمَرُ وقالَ: لا تَرْفَعُوا أصْواتَكم عِنْدَ مِنبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ - وهو يَوْمُ الجُمُعَةِ - ولَكِنِّي إذا صَلَّيْتُ دَخَلْتُ فاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِيما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ. فَفَعَلَ، فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿أجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الحاجِّ وعِمارَةَ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾ . إلى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ .رَواهُ مُسْلِمٌ عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الحُلْوانِيِّ، عَنْ أبِي تَوْبَةَ. وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ في رِوايَةِ الوالِبِيِّ: قالَ العَبّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ حِينَ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ: لَئِنْ كُنْتُمْ سَبَقْتُمُونا بِالإسْلامِ والهِجْرَةِ والجِهادِ لَقَدْ كُنّا نَعْمُرُ المَسْجِدَ الحَرامَ، ونَسْقِي الحاجَّ، ونَفُكُّ العانِيَ. فَأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿أجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الحاجِّ وعِمارَةَ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾ . وقالَ الحَسَنُ والشَّعْبِيُّ والقُرَظِيُّ: نَزَلَتِ الآيَةُ في عَلِيٍّ والعَبّاسِ وطَلْحَةَ بْنِ شَيْبَةَ، وذَلِكَ أنَّهُمُ افْتَخَرُوا، فَقالَ طَلْحَةُ: أنا صاحِبُ البَيْتِ، بِيَدِي مِفْتاحُهُ، ولَوْ أشاءُ بِتُّ فِيهِ، وإلَيَّ ثِيابُ بَيْتِهِ. وقالَ العَبّاسُ: أنا صاحِبُ السِّقايَةِ والقائِمُ عَلَيْها. وقالَ عَلِيٌّ: ما أدْرِي ما تَقُولانِ، لَقَدْ صَلَّيْتُ سِتَّةَ أشْهُرٍ قَبْلَ النّاسِ، وأنا صاحِبُ الجِهادِ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. وقالَ ابْنُ سِيرِينَ ومُرَّةُ الهَمْدانِيُّ: قالَ عَلِيٌّ لِلْعَبّاسِ: ألا تُهاجِرُ ؟ ألا تَلْحَقُ بِالنَّبِيِّ ﷺ ؟ فَقالَ: ألَسْتُ في شَيْءٍ أفْضَلَ مِنَ الهِجْرَةِ ؟ ألَسْتُ أسْقِي حاجَّ بَيْتِ اللَّهِ، وأعْمُرُ المَسْجِدَ الحَرامَ ؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ. ونَزَلَ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وهاجَرُوا وجاهَدُوا﴾ .' | الاستيعاب في بيان الأسباب |