قوله تعالى : { إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ } ؛ قيل : إنه سخّرها معه فكانت تسير معه ، وجعل ذلك تسبيحاً منها لله تعالى لأن التسبيح لله هو تنزيهه عما لا يليق به ، فلما كان سَيْرُها دلالةٌ على تنزيه الله جعل ذلك تسبيحاً منها له .
قوله تعالى : { يُسَبِّحْنَ بِالعَشِيِّ والإِشْرَاقِ } : رَوَى معمر عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قال : " لم يزل في نفسي من صلاة الضحى حتى قرأت : { إِنَّا سَخَّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بالعَشِيِّ والإِشْرَاقِ } " .
وروى القاسم عن زيد بن أرقم قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قَبَا وهم يصلّون الضحى ، فقال : " إِنَّ صَلاةَ الأَوَّابِينَ إِذَا رَمَضَتِ الفِصَالُ مِنَ الضُّحَى " . ورَوَى شريك عن زيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي هريرة قال : " أوصاني خليلي بثلاث ونهاني عن ثلاث ؛ أوصاني بصلاة الضحى والوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، ونهاني عن نَقْرٍ كنقر الديك والْتِفَاتٍ كالتفات الثعلب وإِقْعَاءٍ كإقعاء الكلب " .
ورَوَى عطية عن أبي سعيد الخدري قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلّي الضحى حتى نقول لا يَدَعُها ، ويَدَعُها حتى نقول لا يصلّيها " . ورُوي عن عائشة وأم هانىء : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الضحى " .
وعن ابن عمر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّها " ، وقال ابن عمر : " هي من أَحَبِّ ما أحدث الناس إِليَّ " . ورَوَى ابن أبي مُلَيْكة عن ابن عباس أنه سئل عن صلاة الضحى فقال : " إنها لفي كتاب الله وما يَغُوص عليها إلاّ غَوَّاص " ، ثم قرأ : { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال } [ النور : 36 ] .