قوله تعالى : { وَآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ } . رَوَى أشعث عن الحسن قال : " العلم بالقضاء " . وعن شريح قال : " الشهود والإيمان " .
وعن أبي حصين عن أبي عبد الرّحمن السلمي قال : فصل الخطاب ، قال : " الخصوم " . قال أبو بكر : الفصل بين الخصوم بالحق ؛ وهذا يدلّ على أن فصل القضاء واجبٌ على الحاكم إذا خُوصِمَ إليه ، وأنه غير جائز له إهمال الحكم . وهو يبطل قول من يقول إن النَّاكِلَ عن اليمين يُحبس حتى يُقِرَّ أو يحلف ؛ لأن فيه إهمال الحكم وترك الفصل .
ورَوَى الشعبي عن زياد أن فصل الخطاب " أمّا بَعْدُ " وليس زياد ممن يُعْتَدُّ به في الأقاويل ولكنه قد رُوي ، وعسى أن يكون ذهب إلى أنه فصل بين الدعاء في صدر الكتاب وبين الخطاب المقصود به الكتاب .