و«يحضّ » أي يحرضّ ويرغب الآخرين على شيء ،والحضّ مثل الحثّ ،إلاّ أن الحثكما يقول الراغبيكون بسوق وسير ،والحضّ لا يكون بذلك .
وصيغة المضارع في الفعلين ( يدع ) و( يحضّ ) تدل على استمرارهم على مثل هذا العمل في حق الأيتام والمساكين .
ويلاحظ هنا بشأن الأيتام ،أنّ العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء أكثر أهمية من إطعامهم وإشباعهم .لأنّ آلام اليتيم تأتي من فقدانه مصدر العاطفة والغذاء الروحي ،والتغذية الجسمية تأتي في المرحلة التالية .
ومرّة أخرى نرى القرآن يتحدث عن إطعام المساكين ،وهو من أهم أعمال البرّ ،وفي الآية إشارة إلى أنّك إذا لم تستطع إطعام المساكين ،فشجّع الآخرين على ذلك .
الفاء في «فذلك » لها معنى السببية ،وتعني أنّ التكذيب بالمعاد هو الذي يسبب هذه الانحرافات .والحقّ أنّ المؤمن بالمعاد ،وبتلك المحكمة الإلهية الكبرى ،وبالحساب والجزاء يوم القيامة ،إيماناً راسخاً ،تظهر عليه الآثار الإيجابية لهذا الإيمان في كلّ أعماله .ولكن فاقد الإيمان والمكذب بيوم الدين تظهر آثار التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب والجرائم بشكل محسوس .
/خ7