هذه المعجزة الغريبة ،جعلت الأولاد يعودون إلى أنفسهم ويتساءلون عنها ويفكّرون في ماضيهم الأسود المليء بالأخطاء والذنوب ،وما اعتورهم من الحسد وغيره من الصفات الرذيلة البعيدة عن الإنسانية ،لكن ما أجمل التوبة والعودة إلى طريق الصواب حينما ينكشف للإنسان خطأ المسيرة التي سار فيها ..وما أحلى تلك اللحظات التي يحاول المذنب أن يطلب العفو ممّن جنى عليه ،ليطهّر به نفسه ويبعدها عن جادّة الخطأ والانحراف ،وهذا ما قام به الإخوة حيث وقعوا نادمين على يد أبيهم يقبّلونها ويطلبون منه العفو والاستغفار ( قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين ) .
أمّا يعقوب هذا الرجل العظيم الذي كانت روحه أوسع من المحيطات ،فقد أجابهم دون أن يلومهم على تلك الأفعال التي اقترفوها في حقّه وحقّ أخيهم ..أجابهم بقوله: ( سوف استغفر لكم ربّي ) وأملي معقود بأن يغفر الله سبحانه وتعالى ذنوبكم ( إنّه هو الغفور الرحيم ) .
/خ97