أمّا يعقوب الذي أضعفت المصائب بصره ولم يكن قادراً على رؤية القميص فبمجرّد أن أحسّ بالرائحة المنبعثة من القميص شعر في تلك اللحظة الذهبية بأنّ نوراً قد شعّ في جميع ذرّات وجوده وأنّ السّماء والأرض مسروران ونسيم الرحمة يدغدغ فؤاده ويزيل عنه الحزن والألم ،شاهد الجدران وكأنّها تضحك معه ،وأحسّ يعقوب بتغيّر حالته ،وفجأةً رأى النّور في عينيه وأحسّ بأنّهما قد فتحتا ومرّة أُخرى رأى جمال العالم ،والقرآن الكريم يصف لنا هذه الحالة بقوله: ( فلمّا أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدّ بصيراً ) .
هذه الحالة التي حصلت ليعقوب أسالت دموع الفرح من عيون الإخوة والأهل ،وعند ذاك خاطبهم بقوله: ( ألم أقل لكم إنّي أعلم من الله ما لا تعلمون ) .
/خ97