/م61
ولكنّهم من الوقاحة والإِصرار على الانحراف بحيث صاروا لا يشعرون بالخجل من أنفسهم ،بل راحوا يحاججون لوطاً ويحاسبونه ،وكأنّه ارتكب جرماً في استضافته لهؤلاء القوم ( قالوا أوَ لم ننهك عن العالمين ) ،باستضافتهم !فلماذا خالفت أمرنا ؟!
وكان قوم لوط من البخل بحيث أنّهم لا يحبون الضيافة ،وكانت مدينتهم على طريق القوافل ،ويبررون فعلهم القبيح ببعض الواردين لأجل أن لا ينزل عندهم أحد من القوافل المارة ،وتعارفوا على ذلك حتى أصبح عندهم عادة .
وكما يبدو أنّ لوطاً كان حينما يسمع بأحد الغرباء يدخل المدينة يسرع لاستضافته خوفاً عليه من عمل قومه الخبيث ،ولما علم أهل المدينة بذلك جاؤوا إِليه غاضبين ونهوه عن أن يستضيف أحداً مستقبلا .
عليه ،فكلمة «العالمين » في الآية أعلاهما يبدوإِشارة إلى عابري السبيل ،ومن هم ليسوا من أهل تلك المدينة .
/خ77