/م61
وعندما رآهم لوط على تلك الحال من الوقاحة والجسارة ،أتاهم من طريق آخر لعلهم يستفيقون من غفلتهم وسكر انحرافهم ،فقال لهم: إِن كنتم تريدون إِشباع غرائزكم فلماذا تسلكون سبيل الانحراف ولا تسلكون الطريق الصحيح ( الزواج ) ( قال هؤلاء بناتي إِن كنتم فاعلين ) .
ممّا لا شك فيه أنّ بنات لوط لا يكفين لذلك العدد الهائل من المتحجرين حول داره ،ولكن لوطاً الذي كان يهدف إلى إِلقاء الحجّة عليهم أراد أن يقول لهم: انني مستعد إلى هذه الدرجة للتضحية من أجل الضيف ،وكذلك لأجل إِنقاذكم من الفساد ونجاتهم من الانحراف .
وذهب البعض إلى أنّ المقصود من ( هؤلاء بناتي ) كل بنات المدينة ،باعتباره أباً روحياً للجميع .( إِلاّ أنّ التّفسير الأوّل أقرب إلى معنى الآية ) .
وليس نجافِ أنّ لوطاً ما كان ليزوج بناته من أُولئك المشركين الضالين ،ولكنّه أراد أن يقول لهم: تعالوا آمنوا لأزوجكم بناتي .
لكنّ الويل ،كل الويل من سكرات الشهوة ،الانحراف الغرور والعناد ..التي مسحت عنهم كل قيم الأخلاق الإنسانية وأفرغتهم من العواطف البشرية ،والتي بها يحسون بالخجل والحياء أمام منطق لوط ( عليه السلام ) ،أو أن يتركوا بيت لوط وينسحبوا عن موقفهم ،ولكنّ أنّى لهم ذلك ،والأكثرية بسبب عدم تأثرهم بحديث لوط استمروا في غيهم وأرادوا أن يمدوا أيديهم إلى الضيوف .
/خ77