وفي استئناف الحديث عن ذي القرنين يقول تعالى: ( إِنَّا مكنّا لهُ في الأرض ) .أي منحناه سُبل القوة والقدرة والحكم .
( وآتيناه مِن كل شيء سبباً ) .
بالرغم من أنّ مفهوم ( السبب ) يعني الحبل المستخدم في تسلُّق النخيل ،إلا أن بعض المفسّرين يحصره في الوسائل المستخدمة في إِنجاز الأعمال ،إِلاَّ أنَّ الواضح مِن مفهوم الآية أنَّ الكلمة المذكورة يُراد مِنها معناها ومفهومها الواسع ،حيث أنَّ الله تبارك وتعالى منحَ «ذو القرنين » أسباب الوصول لكل الأشياء: العقل ،العلم الكافي ،الإِدارة السليمة ،القوّة والقدرة ،الجيوش والقوى البشرية ،بالإِضافة إلى الإِمكانات المادية .أي إِنَّهُ مُنحَ كل الأسباب والسبُل المادية والمعنوية الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة .