إِلاّ أنّ زكريا سمع في جواب سؤاله قول الله سبحانه: ( قال كذلك قال ربّك هو علي هين ){[2337]} .
إِن هذه ليست بالمسألة العجيبة ،أن يولد مولود من رجل طاعن في السن مثلك ،وامرأة عقيم ظاهراً ( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً ) ،فإِنّ الله قادر على أن يخلق كل شيء من العدم ،فلا عجب أن يتلطف عليك بولد في هذا السن وفي هذه الظروف .
ولا شك أنّ المبشر والمتكلم في الآية الأُولى هو الله سبحانه ،إِلاّ أن البحث في أنّه هو المتكلم في الآية الثّالثة: ( قال كذلك قال ربّك هو عليَّ هين ) .
ذهب البعض بأنّ المتكلم هم الملائكة الذين كانوا واسطة لتبشير زكريا ،والآية ( 39 ) من سورة آل عمران يمكن أن تكون شاهداً على ذلك: ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب إِنّ الله يبشرك بيحيى ) .
لكن الظاهر هو أنّ المتكلم في كل هذه الأحوال هو الله سبحانه ،ولادليلأو سببيدفعنا إلى تغييره عن ظاهره ،وإِذا كانت الملائكة وسائط لنقل البشارة ،فلا مانعأبداًمن أن ينسب الله أصل هذا الإِعلان والبشارة إلى نفسه ،خاصّة وأنّنا نقرأ في الآية ( 40 ) من سورة آل عمران: ( قال كذلك الله يفعل ما يشاء ) .
/خ11