من هنا فسياق الآيات التالية ،يركز على عنصر الإثارة ويقول: ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) وهذه النار ليست حديث مستقبل ،بل هي واقع قائم: ( أُعِدَّتْ لِلْكَافِرينَ ) .
جمع من المفسرين قالوا: إن المقصود بالحجارة: الأصنام الحجرية ،واستشهدوا لذلك بالآية الكريمة: ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ )( الأنبياء ،98 ) .
جمع آخر قالوا: ( الحجارة ) إشارة إلى صخور معدنية كبريتية تفوق حرارتها حرارة الصخور الأخرى .
وهناك من المفسرين من يعتقد أن المقصود من هذا التعبير ،إلفات النظر إلى شدة حرارة جهنم ،أي إن حرارة جهنّم وحريقها يبلغ درجة تشتعل فيها الصخور والأجساد كما يشتعل الوقود .
ويبدو من ظاهر الآيات المذكورة ،أن نار جهنم تستعر من داخل النّاس والحجارة .ولا يصعب فهم هذه المسألة لو علمنا أن العلم الحديث أثبت أن كل أجسام العالم تنطوي في أعماقها على نار عظيمة ( أو بعبارة أخرى على طاقة قابلة للتبديل إلى نار ) ،ولا يلزم أن نتصور نار جهنم شبيهة بالنار المشهودة في هذا العالم .
في موضع آخر يقول تعالى: ( نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ){[95]} .خلافاً لنيران هذا العالم التي تنفذ من الخارج إلى الداخل .
/خ24