/م1
ثمّ تستمر في تعريف الله المنزل للقرآن فتقول: ( الرحمن على العرش استوى ) وكما قلنا سابقاً في تفسير الآية: ( ثمّ استوى على العرش ){[2408]} ،فإِنّ كلمة عرش تقال للشيء الذي له سقف ،وأحياناً تطلق على نفس السقف ،أو على الأسرة المرتفعة القوائم كأسرة وكراسي السلاطين ،وفي قصة سليمان نقرأ:
( أيّكم يأتيني بعرشها ){[2409]} .
من البديهي أنّ الله سبحانه ليس له عرش ،ولا محكومة كحكام البشر ،بل المراد من عرش الله كل عالم الوجود الذي يعتبر عرشه ،وبناء على هذا فإنّ قوله تعالى: ( استوى على العرش ) كناية عن تسلط الله ،وإحاطته الكاملة بعالم الوجود ،ونفوذ أمره وتدبيره في جميع أنحاء العالم .
وأساساً فإنّ كلمة «عرش » في لغة العرب ،كناية عن القدرة غالباً ،فنقول مثلا: إِن فلاناً قد أنزلوه من العرش ،أو أزاحوه عنه ،فهذا يعني أنّهم قد أنهوا حكمه وقدرته ،أو نقول: ثل عرشه .
وعلى كل حال ،فإنّ من السخف أن يتوهم الإِنسان من هذا التعبير جسمية الله سبحانه .