ثمّ أضاف فرعون بأن لا تظن بأنّنا نعجز عن أن نأتي بمثل هذا السحر ( فلنأتينّك بسحر مثله ) ،ولكي يظهر حزماً أكثر فإنّه قال: ( فاجعل بيننا وبينكم موعداً لا نخلفه نحن ولا أنت مكاناً سوى ) .
وذكر البعض في تفسير ( مكاناً سوى ): إنّ المراد هو أن تكون فاصلته عنّا وعنك متساوية ،وقال بعضهم: أن تكون فاصلته متساوية بالنسبة إلى الناس ،أي أن يكون المكان في وسط المدينة تماماً ،وقال بعض: المراد أن تكون الأرض أرضاً مكشوفة ومسطّحة يشرف عليها الجميع ،وأن يتساوى في ذلك العالي والداني .ويمكن أن تعتبر كلّ هذه المعاني مجتمعة فيها .
وينبغي التذكير بأنّ الحكّام الطغاة ،ومن أجل أن يهزموا خصمهم في المعركة ،ويرفعوا معنويات أتباعهم وأعوانهم الذين ربّما وقعوا تحت تأثيره ( كما في قصّة موسى ومعجزاته فلا يبعد أن يكونوا قد وقعوا تحت تأثيره ) فإنّهم يعيدون إليهم المعنويات والقوّة ،ويتعاملون في الظاهر مع أمثال هذه المسائل بصرامة وشدّة ،ويثيرون الصخب حولها !