وختمت السورة بهذه الآية الشريفة كاستنتاج عام بأن وجّهت الكلام إلى الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ) .
والآن وقد اختارت فئة الشرك سبيلا ،وجارت فئة أُخرى وظلمت ،فأنتأيّها الرّسول ومن معك تدعون الله ربّكم أن يغفر لكم ويرحمكم بلطفه الواسع الكريم .
ولا شكّ في أنّ هذا الأمر بالدعاء شامل لجميع المؤمنين ،رغم كون المخاطب به هو النّبي بذاته .
وروي «إنّ أوّل سورة ( قد أفلح المؤمنون ) وآخرها من كنوز العرش ،ومن عمل بثلاث آيات من أوّلها ،واتّعظ بأربع من آخرها فقد نجا وأفلح{[2743]} » .
ويحتمل أنّه يقصد الآيات الثلاث التي تلت عبارة ( قد أفلح المؤمنون ) والتي تدعو إحداها إلى الخشوع في الصلاة ،وتدعو الأخرى إلى اجتناب اللغو وتدعو الثّالثة إلى الزكاة .فإحداها تنظّم علاقة الإنسان بربّه ،والأخرى تنظّم هذه العلاقة مع الناس ،والثّالثة مع النفس .
والقصد من الآيات الأربع الأخيرة ،هي الآية 115 وما يليها التي تحدّثت عن غائيّة الخلق ،والمعاد ،والتوحيد ،وأخيراً الانقطاع إلى الله والتوجّه إليه .