ولكون هذه الحقائق مؤثّرة في الواعين من الناس فحسب ،أضافت الآية التالية بأنّ هؤلاء الكفّار المعاندين غارقون في دوّامة الجهل والغفلة لدرجة أنّهم غافلون عمّا ينتظرهم من الوعيد: ( بل قلوبهم في غمرة من هذا ){[2719]} .
وهذا الانغمار في الجهل لا يسمح بمعرفة هذه الحقائق ،ويمنع الضالّين من العودة إلى أنفسهم وإلى الله تعالى .
وتضيف هذه الآية ( ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ) ،وقد أورد المفسّرون تفاسير لقوله سبحانه: ( ولهم أعمال من دون ذلك ) فبعضهم قال: إنّها تعني الأعمال السيّئة التي يقترفها الناس عن جهالة ( فعلى هذا تكون «ذلك » إشارة إلى جهلهم ) ،والأعمال هي الذنوب التي يرتكبها الإنسان عن غير علم ووعي وقال آخرون: إنّ المراد هو أنّهم إضافة إلى كفرهم ارتكبوا أنواعاً من الأعمال السيّئة .
واحتمل آخرون اختلاف برنامج الكفرة عن برنامج المؤمنين اختلافا كبيراً .
ونحن نرى عدم اختلاف هذه التفاسير فيما بينها في نهاية الأمر ،ويمكن الجمع بينها ،المهمّ هو الانتباه إلى أنّ مصدر الأعمال الشريرة يكمن في انغمار القلوب في الجهالة .