التّفسير
الأخبار الغيبيّة هي من عند الله وحده ..
نصل في هذا القسم من الآيات إلى «المقطع العاشر » وهو القسم الأخير من الآيات التي تتعلق بقصّة موسى وما تحمله من معان كبيرة !.
وهي تتحدث عن نزول الأحكام ،والتوراة ،أي إنّها تتحدث عن انتهاء الدور السلبي «الطاغوت » وبداية «الدور الإيجابي » والبناء !.
يبدأ هذا المقطع بالآية التالية ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعدما أهلكنا القرون الأُولى بصائر للناس وهدىً ورحمةً لعلّهم يتذكرون ) .
والكلام في أنّ المقصود من «القرون الأولى » أي الأقوام السابقين ..من هم ؟!
قال بعض المفسّرين: هو إشارة إلى الكفّار من قوم نوح وعاد وثمود وأمثالهم ..لأنّه بتقادم الزمان ومضيّه تمحى آثار الأنبياء السابقين ،ويلزم من ذلك وجود كتاب سماويّ جديد في أيدي البشر !.
وقال بعض المفسّرين: هو إشارة إلى هلاك قوم فرعون الذين كانوا بقايا الأقوام السابقين ،لأنّ الله سبحانه آتى موسى كتاب «التّوراة » بعد هلاكهم .
ولكنّه لا مانع من أن يكون المقصود بالقرون الأُولى في الآية شاملا لجميع الأقوام .
و«البصائر » جمع «بصيرة » ومعناها الرؤية ،والمقصود بها هنا الآيات والدلائل التي تستوجب إنارة قلوب المؤمنين ..و«الهدى » و«الرحمة » أيضاً من لوازم البصيرة ..وعلى أثرها تتيقظ القلوب{[3071]} .