/م51
التّفسير
طلاب الحق من أهل الكتاب آمنوا بالقرآن:
حيث أنّ الآيات السابقة كانت تتحدث عن حجج المشركين الواهية أمام الحقائق التي يقدّمها القرآن الكريم ،فإنّ هذه الآيات محل البحث تتحدث عن القلوب المهيّأة لقبول قول الحق والتي سمعت هذه الآيات اهتدت الإسلام وبقي أصحابها متمسكين بالإسلام أوفياء له في حين أنّ قلوب الجاهليين المظلمة لم تتأثر بها .،
يقول القرآن في هذا الصدد: لقد انزلنا لهم آيات القرآن تباعاً ( ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يذكرون ){[3078]} .
هذه الآيات نزلت عليهم نزول المطر المتصلة قطراته وجاءت الآيات على أشكال متنوعة ،وكيفيات متفاوتة ،فتارة تحمل الوعد بالثواب ،وتارة الوعيد بالنّار ،وأُخرى الموعظة والنصيحة ،وأُخرى تنذر وتهدد .وأحياناً تحمل استدلالات عقلية ،وأحياناً تحمل قصص الماضين وتأريخهم المليء بالعبر ،وخلاصة كاملة من الأحداث المتجانسة التي يؤمن بها أي قلب فيه أقل استعداد للإيمان ،حيث أنّها تجذب القلوب إليها ...إلاّ أن عمي القلوب لم يذعنوا لها .
/خ55