وهنا لم يكن للوط( عليه السلام ) بدّ إلاّ أن يلتفت إلى الله بقلب حزين مهموم ...و( قال ربّ انصرني على القوم المفسدين ) .
القوم المنحرفين ،المتمادين في الأرض فساداً ،والذين تركوا تقواهم وأخلاقهم الإنسانية وألقوا العفة والطهارة خلف ظهورهم ،وسحقوا العدل الاجتماعي تحت أقدامهم ،ومزجوا عبادة الأوثان بفساد الأخلاق والظلم ،وهددوا نسل الإنسان بالفناء والزوال ،فيا ربّ انصرني على هؤلاء القوم المفسدين .
ملاحظة
بلاء الانحراف الجنسي:
الانحراف الجنسيسواءً كان في أوساط الرجال «اللواط » أم في أوساط النساء «المساحقة »لهو من أسوأ الانحرافات الأخلاقية ،ومصدر المفاسد الكثيرة في المجتمع .
وأساساً فإنّ طبيعة «كلّ من الرجل والمرأة » مخلوقة بشكل يمنح الهدوء والإشباع الصحيح السالم في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة «عن طريق الزواج المشروع » وأي نوع من الميول الجنسية في غير هذه الصورة هو انحراف عن طبع الإنسان الصحيح ،وهو نوع من الأمراض النفسيّة الذي لو قُدّر له أن يستمرّ لاشتد خطره يوماً بعد يوم ،وتكون نتيجته البرود الجنسي بالنسبة ما بين الرجل والمرأة ،والإشباع غير الصحيح من «الجنس المماثل » أي «اللواط » أو«السحاق » .
ولهذا النوع من العلائق غير المشروعة أثر مدمّر في جهاز البدن ،بل حتى في سلسلة الأعصاب والروح .إذ يسقط الرجل من رجولته والمرأة من أنوثتها !
بحيث أن أمثال هؤلاء الرجال والنساء المنحرفين جنسياً يبتلون بضعف جنسي شديد ،ولايستطيعون أن يكونوا آباءً وأمهات صالحين لأبنائهم في المستقبل ،وربّما كانوا غير قادرين حتى على الإنجاب بصورة كلية «بسبب هذا الانحراف » .
إن المنحرفين جنسياً يغدون بالتدريج منزوين منعزلين عن المجتمع ،ويحسون بالغربة في مجتمعهم وفي أنفسهم أيضاً ،كما يبتلون بانفصام الشخصية ،وإذا لم يهتموا بإصلاح أنفسهم ،فمن الممكن أن يبتلوا بأمراض جسمية ونفسية مختلفة .
ولهذا السببولأسباب أخلاقية واجتماعية أُخرىحرّم الإسلام الانحراف الجنسي تحريماً شديداً بأي شكل كان وفي أية صورة ،كما قرر للذي يقوم بهذا العمل عقاباً صارماً يبلغ أحياناً إلى درجة الإعدام والقتل !.
والموضوع المهم هو أن الانفلات الاخلاقي والتميّع الجنسي والابتذال للعالم المتمدن والحضارة المادية قد جرّت كثيراً من الفتيان والفتيات إلى الانحراف الكبير .
في البداية يرغّبون الفتيان في أن يلبسوا ثياب النساء وأن يظهروا بمظهر خاص ،ويدعون النساء أن يلبسن ثياب الرجال ،وتبدأ من هنا قضية الانحراف الجنسي حتى تصل إلى أقبح الأعمال الوقحة في هذا المجال ،وتأخذ شكلاً قانونياً بحيث يعدون هذا الأمر عادياً لا يستحق أي نوع من العقاب أو التبعة ،ولا يسع القلم إلاّ أن يستحي ويخجل من وصف ذلك{[3153]} .