التّفسير
وهذه هي عاقبة المنحرفين:
لقد أستجيب دعاءُ لوط أخيراً ،وصدر الأمر من الله تعالى بالعقاب الصارم والشديد لهؤلاء القوم المنحرفين والمفسدين ،فمرّ الملائكة المأمورون بعذاب قوم لوط بالأرض التي فيها إبراهيم( عليه السلام ) لأداء رسالة أُخرى قبل أن ينزلوا العقاب بقوم لوط ،وهذه الرسالة التي سبقت العذاب ،هي بشارتهم لإبراهيم( عليه السلام ) بالوَلد: «بشروه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب » .
والآيات المتقدمة تذكر أوّلا قصّة مرورهم بإبراهيم( عليه السلام ) فتقول: ( ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين ) .
والتعبيرب «هذه القرية » يدل على أن مُدن قوم لوط كانت قريبة من أرض إبراهيم( عليه السلام )
والتعبير بالظالمين هو لأجل كونهم يظلمون أنفسهم باتخاذهم سبيل الشرك والفساد الأخلاقي وعدم العفة ،وظلمهم الآخرين حتى شمل العابرين والقوافل التي كانت تمرّ على طريقهم .