/م8
والآية التي بعدها تؤكّد الحقيقة في أُولئك المؤمنين الذين يعملون الصالحات ،وتكرر هذا المضمون أيضاً ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) .
وأساساً فإنّ عمل الإنسان يترك في الإنسان أثره ..فالعمل الصالح يصبغ الإنسان بلونه ويدخله في زمرة «الصالحين » .
كما أنّ العمل السيئ يدخله في زمرة «الخاطئين والمسيئين » .
ولكن ما الغاية من هذا التكرار ؟!
قال بعضهم: في الآيات السابقة إشارة إلى أُولئك الذين يسلكون طريق الحق ،أمّا هذه الآية فهي إشارة إلى أُولئك الذين هم الأدلاء والهداة إلى طريق التوحيد ،لأنّ التعبير ب «الصالحين » ورد في كثير من الأنبياء ،إذ كانوا يطلبون من الله أن يدخلهم في الصالحين .
كما يحتمل أيضاً ،أنّ الكلام في الآيات المتقدمة كان عن غفران الذنوب وتكفير السيئات وما يستحقه المؤمنون من الجزاء ،إلاّ أنّه هنا إشارة عن مقامهم الرفيع الذي هو في نفسه ثواب آخر !فهم في صف الصالحين ،صف الأنبياء والصديقين والشهداء ،وهم جلساؤهم ورفقاؤهم في الجنان .