التّفسير
بقية امتيازات المسيح ( عليه السلام ):
بعد أن ذكرت الآيات السابقة أربع صفات للمسيح ( عليه السلام ) ( وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد ،ومن الصالحين ) شرعت هاتان الآيتان بذكر صفتين أخريين من صفات هذا النبي العظيم ،فالأُولى تقول: ( ويُعلّمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) ففي البداية تشير إلى تعليمه الحكمة والعلم بشكل عام ،ثمّ تبيّن مصداقين من مصاديق الكتاب والحكمة ،وهما التوراة والإنجيل .
إنّ الذين يختارهم الله لقيادة الناس وهدايتهم ،لا بدّ أن يكونوا في أعلى درجة من العلم والمعرفة وأن يقدّموا أسمى التعاليم والقوانين البنّاءة ،ثمّ بعد ذلك عليهم أن يظهروا أدلّة واضحة على علاقتهم بالله ،لتوكيد مهمّتهم .وبهذين الوسيلتين تكتمل عملية هداية الناس ،وفي الآيات أعلاه تمت الإشارة إلى هذين الأمرين .ففي الأُولى كان الكلام عن علم المسيح وكتبه السماوية .وفي الآية الثانية إشارة إلى معجزاته العديدة .