إنّه عز ّوجلّ سَيَفِي بوعيده حتماًوخاصّة بملاحظة لام القسم في جملة ( لأملأنّ ) ونون التوكيد في آخرهاوسيملأ جهنّم من أصحابها هؤلاء ،وإن لم يفعل فذلك خلاف الحكمة ،ولذلك تقول الآية التالية: إنّا سنقول لأصحاب النار ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنّا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ) .
مرّة اُخرى يستفاد من هذه الآية أنّ نسيان محكمة القيامة العادلة هو الأساس لكلّ تعاسة وشقاء للإنسان ،لأنّه سيرى نفسه في هذه الصورة حرّاً إزاء ارتكاب القبائح والظلم والعدوان .
وكذلك يستفاد من الآية بوضوح أنّ العقاب الأبدي للفرد معلول لما ارتكبه من أعمال في دار الدنيا ،لا لشيء آخر .
وضمناً يتّضح أنّ المراد من «نسيان الله » هو عدم رعايته ونصرته لهم ،وإلاّ فإنّ جميع العالم حاضر دوماً عند الله ،ولا معنى للنسيان بالنسبة له عزّ وجلّ .
/خ14