تقول الآية: ( تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين ){[3285]} .هذه الآيةفي الواقعجواب عن سؤالين: الأوّل عن محتوى هذا الكتاب السماوي ،فتقول في الجواب: إنّ محتواه حقّ ولا مجال لأدنى شكّ فيه .والسؤال الثّاني يدور حول مبدع هذا الكتاب ،وفي الجواب تقول: إنّ هذا الكتاب من قبل ربّ العالمين .
ويحتمل في التّفسير أيضاً أنّ جملة ( من ربّ العالمين ) جاءت دليلا وبرهاناً لجملة ( لا ريب فيه ) ،فكأنّ سائلا يسأل: ما هو الدليل على أنّ هذا الكتاب حقّ ،ولا مجال للشكّ فيه ؟فتقول: الدليل هو أنّه من ربّ العالمين الذي يصدر منه كلّ حقّ وحقيقة .
ثمّ إنّ التأكيد على صفة ( ربّ العالمين ) من بين صفات الله سبحانه قد يكون إشارة إلى أنّ هذا الكتاب مجموعة من عجائب عالم الخلقة ،وعصارة حقائق عالم الوجود ،لأنّه من ربّ العالمين .
وينبغي الالتفات أيضاً إلى أنّ القرآن لا يريد هنا الاكتفاء بالإدّعاء الصرف ،بل يريد أن يقول: إنّ الشيء الظاهر للعيان لا يحتاج إلى البيان ،فإنّ محتوى هذا الكتاب شاهد بنفسه على صحّته وأحقّيته .