التّفسير
يسألون أيّان يوم القيامة ؟!
كانت الآيات السابقة تتحدّث عن مؤامرات المنافقين والأشرار ،وقد اُشير في هذه الآيات التي نبحثها إلى واحدة اُخرى من خططهم الهدّامة ،وأعمالهم المخرّبة ،حيث كانوا يطرحون أحياناً هذا السؤال: متى تقوم القيامة التي يخبر بها محمّد ويذكر لها كلّ هذه الصفات ؟وذلك إمّا استهزاءً ،أو لزرع الشكّ فيها في قلوب البسطاء ،فتقول الآية: ( يسألك الناس عن الساعة ) .
ويحتمل أيضاً أن يكون بعض المؤمنين قد سأل النّبي ( صلى الله عليه وآله ) هذا السؤال بدافع من حبّ الاستطلاع ،أو للحصول على معلومات أكثر حول هذا الموضوع .
غير أنّ ملاحظة الآيات التي تلي هذه الآية ترجّح التّفسير الأوّل ،والشاهد الآخر لهذا الكلام ما ورد في الآيتين 1718 / سورة الشورى في هذا الباب ،حيث تقولان: ( وما يدريك لعلّ الساعة قريب .يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ) .
ثمّ تقول الآيةمورد البحثفي مقام جوابهم: ( قل إنّما علمها عند الله ) ولا يعلمها حتّى المرسلون والملائكة المقرّبون .
ثمّ تضيف بعد ذلك: ( وما يدريك لعلّ الساعة تكون قريباً ) .
وبناءً على هذا يجب أن نكون مستعدّين دائماً لقيام القيامة ،وهذه هي الحكمة من كونها خافية مجهولة لئلاّ يظنّ أحد أنّه في مأمن منها ،ويتصوّر أنّ القيامة بعيدة فعلا ،ويعتبر نفسه في معزل عن عذاب الله وعقابه .