القرآن الكريم يوضّح هذا الأمر في جملة قصيرة ولكنّها مليئة بالمعاني ،فيقول تعالى: ( فلمّا أسلما وتلّه للجبين ){[3793]} .
مرّة أخرى تطرّق القرآن هنا باختصار ،كي يسمح للقارئ متابعة هذه القصّة بانشداد كبير .
قال البعض: إنّ المراد من عبارة ( تلّه للجبين ) هو أنّه وضع جبين ولدهطبقاً لاقتراحهعلى الأرض ،حتّى لا تقع عيناه على وجه ابنه فتهيج عنده عاطفة الاُبوّة وتمنعه من تنفيذ الأمر الإلهي .
على أيّة حال كبّ إبراهيم ( عليه السلام ) ابنه على جبينه ،ومرّر السكّين بسرعة وقوّة على رقبة ابنه ،وروحه تعيش حالة الهيجان ،وحبّ الله كان الشيء الوحيد الذي يدفعه إلى تنفيذ الأمر ومن دون أي تردّد .
إلاّ أنّ السكّين الحادّة لم تترك أدنى أثر على رقبة إسماعيل اللطيفة .
وهنا غرق إبراهيم في حيرته ،ومرّر السكّين مرّة أخرى على رقبة ولده ،ولكنّها لم تؤثّر بشيء كالمرّة السابقة .
نعم ،فإبراهيم الخليل يقول للسكّين: اذبحي ،لكنّ الله الجليل يعطي أوامره للسكّين أن لا تذبحي ،والسكّين لا تستجيب سوى لأوامر الباري عز وجل .
/خ110