التّفسير
مصير أئمّة الضلال وأتباعهم:
الآيات السابقة بحثت موضوع التخاصم الذي يدور بين أئمّة الضلال وتابعيهم يوم القيامة قرب جهنّم ،أمّا الآيات أعلاه فقد وضّحتفي موضع واحدمصير المجموعتين ،وشرحت أسباب تعاستهم بشكل يشخّص المرض ويصف الدواء الخاص لمعالجته .
ففي البداية تقول: إنّ التابع والمتبوع والإمام والمأموم مشتركون في ذلك اليوم بالعذاب الإلهي ( فإنّهم يومئذ في العذاب مشتركون ) .
وبالطبع فإنّ اشتراكهم في العذاب لا يمنع من وجود اختلاف في المكان الذي سيلقون به جهنّم ،إضافةً إلى اختلاف نوع العذاب الإلهي .إذ من الطبيعي أنّ الذي يتسبّب في انحراف الآلاف من البشر لا يتساوى عذابه مع فرد ضالّ عادي ،وهذه الآية تشبه الآية ( 48 ) في سورة غافر والتي يقول فيها المستكبرون لضعفاء الإيمان بعد محاججة ومخاصمة تجري فيما بينهم: إنّنا جميعاً في جهنّم ،لأنّ الله قد حكم بالعدل بين العباد ( قال الذين استكبروا إنّا كلّ فيها إنّ الله قد حكم بين العباد ) .
وهذه الآية لا تنافي الآية ( 13 ) من سورة العنكبوت ،والتي يقول فيها الباري عز وجل ( وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) أي إنّهم يحملون يوم القيامة أحمالهم الثقيلة ،وأحمالا أخرى اُضيفت إلى أحمالهم الثقيلة ،وذلك أثر إغوائهم وإضلالهم للآخرين وتشجيعهم على ارتكاب الذنب .