وأشارت الآيات إلى النعمة الرابعة ،وهي استئناس أهل الجنّة بمجالس السمر التي يعقدونها مع أصدقائهم في جوّ ملؤه الصفاء ،إذ يجلسون على سرر متقابلة وينظر كلّ منهم إلى الآخر ( على سرر متقابلين ) .
يتذاكرون في كلّ شيء ،فمرّة تراهم يتحدّثون عن ماضيهم في الدنيا ،وأخرى عن النعم العظيمة التي أغدقها عليهم الباري عز وجل في الآخرة ،وأحياناً يستعرضون صفات الجمال والجلال عند الله ،وفي أوقات يتحدّثون عن مقام الأولياء وكراماتهم ،ويتذاكرون قضايا أخرى قد لا ندركها نحن المسجونون في هذه الدنيا .
«سرر » هي جمع ( سرير ) وهي الأسرّة التي يجلس عليها الناس في مجالس سمرهم ،كما أنّ لهذه الكلمة معان أوسع ،حتّى أنّها تطلق أحياناً على تابوت الميّت ،ويحتمل أن يكون إطلاق هذه التسمية على تابوت الميّت برجاء أن يكون التابوت مركب بهجة يسير به إلى الرحمة الإلهية وجنّة الخلد .
/خ49