أمّا القسم الخامس فيتحدّث عن نعمة أخرى من النعم التي تغدق على أهل الجنّة ،إذ تطرّق إلى الشراب الطهور الذي يطاف به عليهم بكؤوس مملوءة بأنواع الخمور الطاهرة ،ومتى ما أرادوا فإنّهم يسقون من ذلك الخمر ليغرقوا في عالم من النشاط والروحية ( يطاف عليهم بكأس من معين ) .
وهذه الكؤوس ليست في مكان معيّن يذهبون إليها لأخذها ،وإنّما يطاف بها عليهم ( يطاف عليهم ) .
كلمة ( كأس ) يطلقها أهل اللغة على إناء الشراب المملوء ،فيما يطلقون كلمة ( قدح ) عليه إن كان خالياً ،وقال الراغب في مفرداته: الكأس الإناء بما فيه من الشراب .
أمّا كلمة ( معين ) مشتقّة من ( معن ) على وزن ( صحن ) وتعني الجاري ،إشارة إلى أنّ هناك عيوناً جارية من الخمر الطاهر ،تملأ منهافي كلّ لحظةالكؤوس ،ومن ثمّ يطاف بها على أهل الجنّة ،وهذه العيون الجارية من الخمر الطاهر لا تنضبولا تفسد ،إضافةً إلى أنّ الحصول عليها لا يحتاج إلى أي مشقّة أو تعب .
/خ49