وعندما يصل الأمر إلى درجة أنّ مجموعة من اللجوجين والجهلة المغرورين ينفرون ويشمئزون حتى من سماع اسم الله ،يوحي البارئ عز وجل إلى نبيّه الكريم( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يتركهم ويتوجه الى الباري عز وجل و يشتكي إليه من هؤلاء بلحن مليء بالعواطف الرفيعة والعشق الالهى لكي يبعث على تسكين قلبه المليء بالغم من جهة ،وعلى تحريك العواطف الهامدة عند اُولئك من جهة أخرى: ( قل الّلهم فاطر السمموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ){[3832]} .
نعم أنت الحاكم المطلق في يوم القيامة الذي تنتهي فيه الاختلافات وتظهر فيه كلّ الحقائق المخفية ،لأنك خالق كلّ شيء في الوجود وعالم بكل الأسرار فتنتهي الاختلافات بحكمك العادل ،وهناك يدرك المعاندون مدى خطئهم ،ويفكرون في إصلاح ما مضى ،ولكن ما الفائدة ؟