المفردات:
فاطر السماوات: خالق ومبدع السماوات على غير مثال سابق .
عالم الغيب والشهادة: عالم السرّ والعلن .
التفسير:
46-{قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} .
تأتي هذه الآية وعيدا للمشركين وتهديدا لهم ،بفضل القضاء بينهم وبين الرسول الأمين يوم القيامة ،وفيها تعليم للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته بالالتجاء إلى الله تعالى في الشدة .
والمعنى:
ادع الله تعالى وقل: يا الله يا خالق السماوات والأرض على غير مثال سابق ،لقد بدأت الخلق فرفعت السماء ،وبسطت الأرض ،وسخرت الهواء والرياح والأمطار ،والليل والنهار ،وأنت العليم الذي أحاط علمه بكل صغيرة وكبيرة ،وأنت العالم بالخفايا ،وبالسر والعلن ،فقد أحاط علمك بما غاب في الأرض والسماء ،وبما ظهر وشوهد في هذا الكون ،وأنت المحيط بكل شيء ،وأنت أيضا الحكم العدل الذي يحكم بين الكافرين والمؤمنين ،وبين الرسل وأقوامهم ،وبين دعاة الإيمان ودعاة الكفر ؛فتحق الحق وتبطل الباطل .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل قرأ هذه الآية ،وروى عن سعيد بن جبير أنه قال: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط فسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه:{قل الله فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} .
وأخرج مسلم ،وأبو داود ،وغيرهما ،عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته:"اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل ،فاطر السماوات والأرض ،عالم الغيب والشهادة ،أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك ،إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"{[604]} .
وأخرج الإمام أحمد ،والترمذي ،عن مجاهد قال: قال أبو بكر الصدّيق: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي من الليل: اللهم فاطر السماوات والأرض ،عالم الغيب والشهادة ،لا إله إلا أنت ،ربّ كل شيء ومليكه ،أعوذ بك من شرّ نفسي ،وشر الشيطان وشركه ،وأن أقترف على نفسي سوء أو أجرّه إلى مسلم{[605]} .