بعد طي هاتين المرحلتين «الإنابة » و «التسليم » ،تتحدث الآية عن المرحلة الثّالثة وهي مرحلة ( العمل ) ،إذ تقول: ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) .
وبهذا الشكل فإنّ مسيرة الوصول إلى الرحمة الإلهية لا تتعدى هذه الخطوات الثلاث:
الخطوة الأُولى: التوبة والندم على الذنب والتوجه إلى الله تعالى .
الخطوة الثّانية: الإيمان بالله والاستسلام له .
الخطوة الثّالثة:العمل الصالح .
فبعد طي هذه المراحل الثلاث يكون الإنسان قد دخل إلى بحر الرحمة الإلهية الواسع طبقا لوعد الله المؤكد مهما كان ذلك الإنسان مثقلا بالذنوب .
أمّا بشأن المراد من ( اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم ) فقد ذكر المفسّرون تفسيرات متعددة .والتّفسير الذي هو أفضل من البقية هو أنّ أوامر متعددة ومختلفة نزلت من عند البارئ عز وجل ،البعض منها واجب والآخر مستحبّ ،والبعض الآخر مباح ،والمراد من ( أحسن ) هو انتخاب الواجبات والمستحبات ،مع الانتباه إلى تدرّجها .
وقال البعض: إنّه إشارة إلى كون القرآن هو أحسن الكتب السماوية النازلة ،بدليل ما ورد في الآية ( 23 ) من هذه السورة الزمر ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني ) .وبالطبع فإنّه لا يوجد هناك أي تعارض بين التّفسيرين .
/خ55