/م97
والآية الأخيرة من الآيات الثلاث المذكورة تبيّن احتمال أن يشمل الله بعفوه هؤلاء ،إِذ تقول: ( فأُولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً ) .
وقد يرد هنا سؤال وهو: لو أن هؤلاء الأشخاص كانوا في الحقيقة معذورين ،فلماذا لا تعدهم الآية بعفو إلهي حتمي ،بل تبين احتمال أن يشملهم هذا العفو إِذ تأتي الآية بعبارة «عسى » لتأكيد احتمالية الأمر ؟
وجواب هذا السؤال هو نفس الجواب الذي ذكرناه في ذيل الآية ( 84 ) من سورة النساء والذي بيّنا من خلاله أن القصد من استخدام مثل هذه العبارات هو أن الحكم الوارد في الآية مقيد بشروط خاصّة يجب الالتفات إِليها ،وهنا يكون الشرط هو أن يتبادر هؤلاء المستضعفون حقيقة إِلى الهجرةدون ترددحتى ما سنحت لهم فرصة ذلك دون أن يقصروا في هذا الأمر فعند ذلك يشملهم العفو الإِلهي .
/خ99