وبما أن الخالق يبقي طريق الرجعة مفتوحاً أمام العباد ،لذا فإن الآيات القرآنية بعد ذم أعمال المشركين والمذنبين القبيحة تشير الى أن الابواب التوبة مفتوحة دائماً: ولذا تقول الآية محل البحث: ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) .
إلاّ أنكم إذا تظاهرتم بالتوبة وأخفيتم أعمالا اُخرى ،فلا تتصوروا أن ذلك يخفى عن علم الخالق ،لأنّه: ( ويعلم ما تفعلون ) .
وقلنا في سبب النّزول الذي ذكرناه في بداية الآيات السابقة ،أنّه بعد نزول آية المودّة ،قال بعض المنافقين وضعفاء الإيمان: إنّ هذا الكلام افتراه محمّد على الخالق ،ويريد به أن يذلنا بعده لأقرباءه ،عندها نزلت آية: ( أم يقولون افترى على الله كذباً ) ردّاً عليهم ،وعندما علموا بنزول هذه الآية تندم بعضهم وبكى وبات قلق البال ،في ذلك الوقت نزلت الآية: ( وهو الذي يقبل التوبة ...) وبشرتهم بغفران الذنب إذا تابوا إلى الله توبةً نصوحاً .