فتقول الآية مجيبة: ( بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحقّ ورسول مبين )فنحن لم نكتف بحكم العقل ببطلان الشرك والوثنيّة ،ولا بحكم وجدانهم بالتوحيد ،بل أمهلناهم لإتمام الحجّة عليهم حتّى يقوم هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،وهذا النّبي العظيم محمّد( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهدايتهم .
وبتعبير آخر ،فإنّ جملة ( لعلهم يرجعون ) في الآية السابقة توحي بأنّ الهدف من مساعي إبراهيم( عليه السلام ) الحثيثة كان رجوع كل ذرّيته إلى خط التوحيد ،في حين أن العرب كانت تدعي أنّها من ذرية إبراهيم( عليه السلام ) ورغم ذلك لم ترجع ،إلاّ أنّ الله سبحانه أمهلهم مع ذلك حتى يأتي النّبي العظيم بالكتاب الجديد ليوقظ هؤلاء من نومهم ،وبالفعل فقد استيقظت جماعة عظيمة منهم .