ويأمر الله سبحانه نبيّه في آخر آية أن ( فاصفح عنهم )ولا يكن إعراضك عنهم إعراض افتراق وغضب وأذى وجرح للمشاعر ،بل أعرض عنهم ( وقل سلام ) لا سلام تحية ومحبّة ،بل سلام وداع وافتراق .
إنّ هذا السلام يشبه ذلك السلام الذي ورد في الآية ( 63 ) من سورة الفرقان: ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) سلام هو علامة اللامبالاة بهم ممتزجةً بالعلوّ والعزة .
ومع ذلك فإنّه تعالى يهددهم ويحذرهم بجملة عميقة المعنى ،لئلا يتصوروا أن الله تاركهم بعد هذا الفراق والوداع ،فيقول: ( فسوف يعلمون ) .
نعم ،سوف يعلمون أي نار محرقة قد أوقدوها لأنفسهم بعنادهم ،وأي عذاب أليم قد هيأوا أسبابه ليطالهم فيما بعد ؟
/خ89
وهنا تنتهي سورة الزخرف .