ثمّ تناولت الآية الأُخرى النعمة الخامسة لأصحاب الجنّة فقالت: ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) فلا توجد في الجنّة تلكالمشكلات والصعوبات التي كانوا يعانونها في تناول فاكهة الدنيا ،فإنّها قريبة منهم وفي متناولهم ،وعلى هذا فليس هناك بذل جهد لاقتطاف الأثمار من الأشجار العالية ،إذ ( قطوفها دانية ){[4317]} .
وإليهم يرجع اختيار الفاكهة التي يشتهونها: ( وفاكهة مما يتخيرون ){[4318]} .
ولا أثر هنا للأمراض والاضطرابات التي قد تحدث في هذه الدنيا على أثر تناول الفواكه ،وكذلك لا خوف من فسادها وقلتها ،فهم في راحة وأمن واطمئنان من الجهات .
وعلى أية حال ،فإذا كان الزقوم طعام أهل النّار الذي يغلي في بطونهم كغلي الحميم ،فإنّ طعام الجنّة هي الفواكه اللذيذة الخالية من كلّ أذى وإزعاج .