أمّا آخر الآيات محل البحث فتوضّح هذه الحقيقة وهي أن محبوبية الإيمان والتنفّر من الكفر والعصيان من المواهب الإلهية العظمى على البشر إذ تقول: ( فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم ){[4600]} .
فعلمه وحكمته يوجبان أن يخلق فيكم عوامل الرشد والسعادة ويكملها بدعوة الأنبياء إيّاكم ويجعل عاقبتكم الوصول إلى الهدف المنشود ...«وهو الجنّة » .
والظاهر أنّ الفضل والنعمة كليهما إشارة إلى حقيقة واحدة ،هي المواهب الإلهية التي يمنحها عباده ،غايةً ما في الأمر أنّ «الفضل » إنّما سُمّي فضلاً لأنّ الله غير محتاج إليه و«النعمة » إنّما سمّيت نعمة لأنّ العباد محتاجون إليها ،فهما بمثابة الوجهين لعملة واحدة !...
ولا شكّ أنّ علم الله بحاجة العباد وحكمته في مجال التكامل وتربية المخلوقات توجبان أن يتفضّل بهذه النعم المعنوية الكبرى على عباده ( وهي محبوبية الإيمان والتنفّر من الكفر والعصيان ) .
/خ8