/م87
وفي الآية التي تليها آخر الأمر ،إِلاّ أنّ الآية السابقة كان فيها نهي عن التحريم ،وفي هذه الآية أمر بالانتفاع المشروع من الهبات الإِلهية ،فيقول: ( وكلوا ممّا رزقكم الله حلالا طيباً ) .
والشرط الوحيد لذلك هو الاعتدال والتقوى عند التمتع بتلك النعم: ( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ) أي أنّ إِيمانكم بالله يوجب عليكم احترام أوامره في التمتع وفي الاعتدال والتقوى .
هناك احتمال آخر في تفسير هذه الآية ،وهو أنّ الأمر بالتقوى يعني إِن تحريم المباحات والطيبات لا يأتلف مع درجات التقوى المتكاملة الرفيعة ،فالتقوى تستلزم أن لا يتجاوز الإِنسان حد الاعتدال من جميع الجهات .