ثمّ تشير الآيات إلى عظمة الأرض فتقول: ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ زوج بهيج ) .
أجل ،خلق الأرض من جهة ،ثمّ اتّساعها «وخروجها من تحت الماء » من جهة اُخرى ،ووجود الجبال «الرواسي » عليها وارتباط بعضها ببعض كأنّها السلاسل التي تشدّ الأرض وتحفظها من الضغوط الداخلية والخارجية والجزر والمدّ الحاصلين من جاذبية الشمس والقمر من جهة ثالثة ..ووجود أنواع النباتات بما فيها من عجائب واتّساق وجمال من جهة رابعة جميعها تدلّ على قدرته اللاّ محدودة{[4639]} .
والتعبير ب ( من كلّ زوج ) إشارة إلى مسألة الزوجية في عالم النباتات التي لم تكن معروفة كأصل كلّي حين نزول الآيات محلّ البحث ،وبعد قرون وسنين متطاولة استطاع العلم أن يميط النقاب عنها .أو أنّه إشارة إلى اختلاف النباتات وأنواعها المتعدّدة ،لأنّ التنوّع والاختلاف في عالم النبات عجيب ومذهل .