التّفسير
مُدُنُ قوم لوط المدمّرة آية وعبرة:
تعقيباً على ما سبق من الحديث عن الملائكة الذين حلّوا ضيفاً على إبراهيم وبشارتهم إيّاه في شأن الولد «إسحاق » تتحدّث هذه الآيات عمّا دار بينهم وبين إبراهيم في شأن قوم لوط .
توضيح ذلك ..إنّ إبراهيم بعد ما اُبعد إلى الشام ..واصل دعوة الناس إلى الله ومواجهته لكلّ أنواع الشرك وعبادة الأصنام ..وقد عاصر إبراهيم الخليل «لوط » أحد الأنبياء العظام ويُحتمل أنّه كان مأموراً من قبله بتبليغ الناس وهداية الضالّين ،فسافر إلى بعض مناطق الشام «أي مدن سدوم » فحلّ في قوم مجرمين ملوّثين بالشرك والمعاصي الكثيرة ،وكان أقبحها تورّطهم في الانحراف الجنسي واللواط ،وأخيراً فقد أمر رهط من الملائكة بعذابهم وهلاكهم إلاّ أنّهم مرّوا بإبراهيم قبل إهلاكهم .
وقد عرف إبراهيم من حال الضيف ( الملائكة ) أنّهم ماضون لأمر مهمّ ،ولم يكن هدفهم الوحيد البشرى بتولّد إسحاق ،لأنّ واحداً منهم كان كافياً لمهمّة «البشارة » .أو لأنّهم كانوا عَجِلين فأحسّ بأنّ لديهم «مأمورية » مهمّة .
لذلك فإنّ أوّل آية من الآيات محلّ البحث تحكي بداية المحاورة فتقول: ( قال فما خطبكم أيّها المرسلون ){[4710]} .
/خ37