وفي الآية الأخيرة استكمال لعذاب الدنيا بعذاب الآخرة إذ تقول: ( فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ) .
وكما أنّ هذه السورة بُدئت بمسألة المعاد والقيامة ،فإنّها انتهت بالتأكيد عليها كذلك{[4737]} !.
كلمة «الويل » تستعمل في لغة العرب عندما يقع فرد ما أو أفراد في الهلاك ..كما تعني العذاب والشقاء ،وقال بعضهم في الويل معنى أشدّ من العذاب .
وكلمات الويل والويس والويح تستعمل في لغة العرب لإظهار التأسّف والتأثّر ،غاية ما في الأمر ..تستعمل كلمة «ويل » لمن يعمل أعمالا قبيحة ،أمّا «ويس » فتستعمل في مقام التحقير ،وكلمة «ويح » تستعمل في موضع الترحّم .
قال بعضهم أنّ «وَيْلا » بئر من آبار جهنّم أو باب من أبوابها ،غير أنّ مراد القائلين لا يعني بأنّ هذه الكلمة جاءت في اللغة بهذا المعنى فحسب ،بل هي في الحقيقة بيان لمصداق من المصاديق .
وقد استعملت هذه الكلمة في القرآن بكثرة ،منها في شأن الكفّار والمشركين والكاذبين والمكذّبين والمجرمين والمطفّفين والمصلّين الذين هم عن صلاتهم ساهون ،إلاّ أنّ أكثر استعمالها في القرآن في شأن المكذّبين ،وقد تكرّرت الآية ( ويل يومئذ للمكذّبين ) في سورة المرسلات وحدها عشر مرّات !.
ربّنا ،نجّنا من عذاب ذلك اليوم العظيم ومن خزيه .
اللهمّ ارزقنا قبول الطاعة والتوفيق للعبودية والفخر بأن نكون عبيدك !
اللهمّ لا تبتلنا بعاقبة المكذّبين المؤلمة الذين كذّبوا رسلك وآياتك وأيقظنا من نومة الغافلين برحمتك يا أرحم الراحمين .
آمين ربّ العالمين
انتهاء سورة الذّاريات