أمّا النعمة الرابعة المذكورة لأهل الجنّة فوجود الخدم والغلمان إذ تقول الآية: ( ويطوف عليهم غلمان لهم كأنّهم لؤلؤ مكنون ) .
و «اللؤلؤ المكنون » هو اللؤلؤ داخل صدفه ،وهو في هذه الحالة شفّاف وجميل إلى درجة لا توصف وإن كان خارج الصدف شفّافاً وجميلا أيضاً ،غير أنّ الهواء الملوّث والأيدي التي تتناوله كلّ ذلك يؤثّر فيه ،فلا يبقى على حالته الأولى من الشفّافية !فالغلمان وخدمة الجنّة هم إلى درجة من الصفاء حتّى كأنّهم اللؤلؤ المكنون كما يعبّر القرآن الكريم .
وبالرغم من أنّه لا حاجة في الجنّة إلى الخدمة ،وما يطلبه الإنسان يجده أمامه ،إلاّ أنّ هذا بنفسه إكرام أو احترام آخر لأهل الجنّة !
وقد ورد في حديث عن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين سئل عن أهل الجنّة فقيل له: يا رسول الله إنّ الغلمان هم كاللؤلؤ المكنون فكيف حالة المؤمنين ؟قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ): والذي نفسي بيده فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب{[4762]} .
والتعبير ب ( لهم ) يدلّ على أنّ كلّ مؤمن له خدمة خاصّون به ،وحيث أنّ الجنّة ليست مكاناً للهم والحزن فإنّ الغلمان يلتذّون بخدمتهم المؤمنين !.
/خ28