وبعد بيان هذه المشاهد المؤثّرة من قصص الأقوام المنصرمة والعذاب الإلهي العظيم الذي حلّ بهؤلاء الجبابرة المتمردّين على الحقّ ،يخاطب الله سبحانه في الآية اللاحقة مشركي مكّة بقوله تعالى: ( أكفّاركم خير من اُولائكم أم لكم براءة في الزبر ){[4885]} .
فما الفرق بينكم وبين قوم فرعون وقوم نوح ولوط وثمود ؟فكما أنّ أولئك الأقوام قد عذّبوا بالطوفان تارةً والزلازل والصواعق أخرى ،اقتصاصا منهم للكفر والظلم والطغيان والعصيان الذي كانوا عليه ...فما المانع أن يصيبكم العذاب ويكون مصيركم نفس المصير ..فهل أنتم أفضل منهم ؟وهل أنّ كفركم وعنادكم أخفّ حدة ؟وكيف ترون أنّكم مصونون من وقوع العذاب الإلهي ؟أألقي إليكم كتاب من السماء يعطيكم هذا الأمان ؟
/خ46