ويضيف سبحانه في وصف جهنّم وعذابها المؤلم الشديد حيث يقول: ( ويطوفون بينها وبين حميم آن ) .
«آن » و «آني » هنا بمعنى الماء المغلي وفي منتهى الحرارة والإحراق ،وفي الأصل من مادّة ( إنا ) على وزن ( رِضا ) بمعنى الوقت لأنّ الماء الحارق وصل إلى وقت ومرحلة نهائية .
وبهذه الحالة فإنّ المجرمين يحترقون وسط هذا اللهيب الحارق لنار جهنّم ،ويظمأون ويستغيثون للحصول على ماء يروي ظمأهم ،حيث يعطى لهم ماء مغلي ( أو يصبّ عليهم ) ممّا يزيد ويضاعف عذابهم المؤلم .
ويستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ ( عين حميم ) الحارقة تكون بجنب جهنّم ،ويلقى فيها من يستحقّ عذابها ثمّ في النار يسجرون ،قال تعالى: ( يسحبون في الحميم ثمّ في النار يسجرون ){[4937]} .
والتعبير ب ( يطوفون بينها وبين حميم آن ) في الآية مورد البحث ،يتناسب أيضاً مع هذا المعنى .