وفي آخر وصف للنعم الموجودة في هذه الجنّة يذكر سبحانه تعالى: ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ) .
«رفرف » في الأصل بمعنى الأوراق الواسعة للأشجار ،ثمّ أطلقت على الأقمشة الملوّنة الزاهية التي تشبه مناظر الحدائق .
«عبقري » في الأصل بمعنى كلّ موجود قلّ نظيره ،ولذا يقال للعلماء الذين يندر وجودهم بين الناس ( عباقرة ) ويعتقد الكثير أنّ كلمة ( عبقر ) كان في البداية اسما لمدينة ( بريان ) انتخبه العرب لها ،لأنّ هذه المدينة كانت في مكان غير معلوم ونادر .لذا فإنّ كلّ موضوع يقلّ نظيره ينسب لها ويقال «عبقري » .وذكر البعض أنّ «عبقر » كانت مدينة تحاك فيها أفضل المنسوجات الحريرية{[4962]} .
والمعنى الأصلي لهذه الكلمة متروك في الوقت الحاضر وتستعمل كلمة «عبقري » ككلمة مستقلّة بمعنى نادر الوجود ،وتأتي جمعاً في بعض الأحيان ،كما في الآية مورد البحث .
و ( حسان ) جمع ( حسن ) على وزن «نسب » بمعنى جيّد ولطيف .
وعلى كلّ حال فإنّ هذه التعابير حاكية جميعاً عن أنّ كلّ موجودات الجنّة رائعة: الفاكهة ،الغذاء ،القصور ،الأفرشة ..والخلاصة أنّ كلّ شيء فيها لا نظير له ولا شبيه في نوعه ،ولابدّ من القول هنا أنّ هذه التعبيرات لا تستطيع أبداً أن تعكس تلك الإبداعات العظيمة بدقّة ،وإنّها تستطيعفقطأن ترسم لنا صورة تقريبية من الصورة الحقيقيّة للموجودات في الجنّة .
/خ78