ثمّ يتحدث سبحانه عن نعمة أخرى لهم حيث يقول: ( يطوف عليهم ولدان مخلّدون ) .
التعبير ب «يطوف » من مادّة ( طواف ) إشارة إلى استمرار خدمة هؤلاء ( الطوافين ) لضيوفهم .
والتعبير ب «مخلّدون » إشارة إلى خلود شبابهم ونشاطهم وجمالهم وطراوتهم ،والأصل أنّ جميع أهل الجنّة مخلّدون وباقون .
أمّا من هم هؤلاء الولدان ؟
قال البعض: إنّهم أبناء البشر من هذه الدنيا الذين توفّوا قبل البلوغ ،وصحيفة أعمالهم بيضاء لم تدنّس بعد ،فقد بلغوا هذه المرتبة بلطف الله سبحانه ،وخدمتهم للمقرّبين تقترن بارتياح عظيم ورغبة عميقة ولذّة من أفضل اللذّات ،لأنّهم في خدمة المقرّبين من الحضرة الإلهيّة .
وقد ورد في هذا المعنى حديث للإمام علي ( عليه السلام ) .
إلاّ أنّنا نقرأ في تفسير آخر أنّهم أطفال المشركين ولأنّهم لم يرتكبوا ذنباً فقد حصلوا على هذه المرتبة ؛وأطفال المؤمنين يلتحقون بآبائهم وأمهاتهم .
ونقرأ في تفسير ثالث أنّهم خدّام الجنّة ،حيث إنّ الله سبحانه قد أعدّهم لهذه المهمّة بشكل خاصّ .