/م13
المفردات:
يطوف عليهم: يدور عليهم للخدمة .
الولدان: الصبيان ،جمع ولد .
مخلدون: باقون على صفتهم ،لا يهرمون كأولاد الدنيا .
أكواب: آنية لا عرى لها ولا خراطيم .
أباريق: واحدها إبريق ،وهو إناء له عروة ( مقبض يمسك منه ) وخرطوم .
قال عدي بن الرقاع:
ودَعَوا بالصبوح يوما فجاءت *** به قينة في يمينها إبريق
كأس من معين: خمر جارية من العيون ،والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا .
لا يصدعون عنها: لا يحصل لهم صداع بسببها ،كما يحدث ذلك من خمر الدنيا .
ولا ينزفون: لا تذهب عقولهم بسببها .
التفسير:
17 ، 18 ، 19-{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ} .
يطوف على السابقين المقربين من أهل الجنة ولدان يخدمونهم في غضاضة الصبا ،لا يشيبون ولا يهرمون ،بل هم باقون على طراوة الصّبية ،لا يتحولون عن ذلك ،وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت ،تحمل هذه الصبية في يديها أقداحا مستديرة الأفواه ،لا آذان لها ،ولا عرى ولا خراطيم ،وأباريق ذات عرى وخراطيم ،ويحملون كؤوسا مترعة من خمر الجنة الجارية من الينابيع والعيون ،ولا تعصر عصرا كخمر الدنيا ،فهي صافية نقيّة ،لا تتصدع رؤوسهم من شربها ،ولا يسكرون منها فتذهب عقولهم .
قال ابن عباس: في الخمر أربع خصال: السّكر ،والصداع ،والقيء ،والبول ،فذكر الله تعالى خمر الجنة ونزّهها عن هذه الخصال .أ . ه .
فخمر الجنة لذة بلا ألم ولا سكر ،بخلاف شراب الدنيا .
وقوله تعالى:{لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا ... لبيان نفي الضرر عن الأجسام} .
وقوله تعالى:{وَلاَ يُنْزِفُونَ} .لبيان نفي الضرر عن العقول .