ثمّ يشير سبحانه إلى العامل الثاني الذي كان مصدراً وسبباً لعذاب أصحاب الشمال ،فيقول سبحانه: ( وكانوا يصرّون على الحنث العظيم ) .
«الحنث » في الأصل يعني كلّ نوع من الذنوب ،وقد استعمل هذا المصطلح في كثير من الموارد بمعنى نقض العهد ومخالفة القسم ،لكونه مصداقاً واضحاً للذنب ،وبناءً على هذا فإنّ خصوصية أصحاب الشمال ليس فقط في ارتكاب الذنوب ولكن في الإصرار عليها ،لأنّ الذنب يمكن صدوره من أصحاب اليمين أيضاً ،إلاّ أنّهم لا يصرّون عليه أبداً ،ويستغفرون ربّهم ويعلنون التوبة إليه عند تذكّره .
وفسّر البعض «الحنث العظيم » بمعنى الشرك ،لأنّه لا ذنب أعظم من الشرك .قال تعالى: ( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ){[5004]} .
وفسّر ( الحنث ) بالكذب ،لأنّه أعظم الذنوب ،ومفتاح المعاصي ،خصوصاً حينما يكون الكذب توأماً لتكذيب للأنبياء ( عليهم السلام ) والمعاد .
والظاهر أنّ هذه جميعاً تعتبر مصاديق للحنث العظيم .