ثمّ يشير تعالى إلى عقابهم الأخروي بقوله: ( أعدّ الله لهم عذاباً شديداً ) عذاباً مؤلماً ،مخيفاً ،مذلا ،فاضحاً ،دائماً أعدّه لهم منذ الآن في نار جهنّم .
والآن ( فاتّقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا ) .
إنّ الفكر والتفكّر من جهة ،والإيمان والآيات الإلهية من جهة أخرى ،تحذّركم وتدعوكم لملاحظة مصائر الأقوام السابقة المتمرّدة التي عصت أمر ربّها ،والاعتبار بذلك والحذر من أن تكونوا مثلهم ،فقد ينزل عليكم الله غضبه وعذابه الذي لم يسبق له مثيل إضافة إلى عذاب الآخرة .
وبعد ذلك يخاطب الله تعالى المؤمنين الذين يتفكّرون في آيات الله بقوله: ( قد أنزل الله إليكم ذكراً ) وهو الشيء الذي يوجب تذكركم .