ويضيف في آخر آية من هذه الآيات بأنّ الكافرين حينما يرون العذاب والوعد الإلهي من قريب تسودّ وجوههم: ( فلمّا رأوه زلفةً سيئت وجوه الذين كفروا ) فسيماهم طافحة بآثار الحزن والندم ( وقيل هذا اليوم الذي كنتم به تدعون ) .
«تدعون » من مادّة ( دعاء ) يعني أنّكم كنتم تدعون وتطلبون دائماً أن يجيء يوم القيامة ،وها هو قد حان موعده ،ولا سبيل للفرار منه{[5369]} .
وهذا المضمون يشبه ما جاء في قوله تعالى مخاطباً الكفّار في يوم القيامة: ( هذا الذي كنتم به تستعجلون ){[5370]} .
وعلى كلّ حال ،فإنّ الآية الشريفة ناظرة إلى عذاب يوم القيامة كما ذهب إليه أغلب المفسّرين ،وهذا دليل على أنّ جملة ( متى هذا الوعد ) إشارة إلى موعد يوم القيامة .
يقول الحاكم أبو القاسم الحسكاني: عندما شاهد الكفّار شأن ومقام الإمام علي ( عليه السلام ) عند الله تعالى .اسودّت وجوههم ( من شدّة الغضب ){[5371]} .
ونقل هذا المعنى أيضاً في حديث عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنّ هذه الآية نزلت بحقّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وأصحابه{[5372]} .
وهذا التّفسير نقل عن طرق الشيعة وأهل السنّة ،وهو نوع من التطبيق المصداقي ،وإلاّ فإنّ هذه الآية تناولت موضوع ( القيامة ) ومثل هذه التطبيقات ليست قليلة في عالم الروايات .